الاثنين، 30 يونيو 2014

الجارديان تفضح قطر: سوء المعاملة وراء قتل أكثر من 400 عامل نيبالى


نشرت صحيفة الجارديان البريطانية منذ يومين تقريراً خطيراً, أجرته منظمة "بارفازاى" وهى مؤسسة نيبالية تعمل فى مجال حقوق الإنسان وتحظى بالاحترام, كشفت فيه عن وفاة أكثر من 400 عامل نيبالى فى قطر, أثناء عملهم فى تجهيز الملاعب التى ستستضيف مباريات كأس العالم عام 2022, وتوقع التقرير أن يرتفع عدد الوفيات طوال فترة بناء الملاعب وحتى الانتهاء منها إلى أكثر من 4000 آلاف عامل آخرين.
كشف التقرير أن سوء معاملة العمال النيباليين فى قطر, وتشغيلهم فى ظروف عمل محرمة دولياً, كانت السبب  وراء وفاتهم أثناء العمل, حيث يعكف المسئولين عن تجهيز الملاعب على تشغيل العمال فوق طاقتهم, بالإضافة إلى انعدام معدات السلام والأمان أثناء العمل, الأمر الذى يتعرض معه العاملين بمواقع بناء الملاعب إلى ظروف سيئة للغاية ينتج على إثرها وفاة الكثيرين منهم.
أشار التقرير أيضاً إلى أن نيبال سوف تراجع سياستها فى إرسال العمال إلى قطر, خاصة فى ظل وجود نظام الكفيل, الذى يمنع العاملمن السفر ويقيض حريته, حيث يقوم الكفيل بحجز جواز سفر العامل لديه حتى يتحكم فيه كما يشاء.
أوضح التقرير أن الظروف العملية والإجتماعية التى يعيش فيها العمال فى قطر سيئة للغاية, حيث يعيشون فى أماكن محرومة من الكهرباء, بالإضافة إلى أنها أماكن مزرية للغاية ومزدحمة جداً, كما أوضح التقرير أن العمال يعملون بلا خوذات رأس تقيهم من حرارة الشمس أو من وقوع أجسام صلبة فوق رؤوسهم.
ووجهت الصحيفة اتهامات لقطر, منها أنها لا تملك الخبرة الكافية لبناء الملاعب, كما أشارت إلى أن نظام الكفيل المعمول به فى قطر نظام إقطاعى نشأ فى القرن الـ 18  ومع ذلك لا تجد قطر حرجاً فى استخدامه مع العمال الأجانب الذين يمثلون حوالى 20% من العمالة الموجودة بقطر, والتى تشمل عمال من جنسيات مختلفة " نيباليين , هنود , باكستانيين , بنجلاديش , سيرلانكيين ".
ذكر التقرير أن مستشفى الدوحة استقبلت ما يقرب من 120 حالة لعمال سقطوا من أعلى المبانى الشاهقة, بالإضافة إلى إبراز قطر كواحدة من الدول التى يلقى العمال الأجانب فيها معاملة غير مقبولة, فى دولة يفترض أنها واحدة من أغنى دول العالم.
وهاجمت الصحيفة التى عنونت تقريرها بـ " مقتل العمال الوافدين على قطر عار على الفيفا ", الاتحاد الدولى لكرة القدم, مؤكدة أن الاتحاد يجب أن يوفر الحماية لهؤلاء العمال, كما هاجمت قطر وطالبتها بتوفير معدلات الأمان والسلامة للعمال أثناء عملهم, الأمر الذى أكدت معه قطر أنها ستعمل على رفع زيادة معدلات الأمان للعمال, لكن حتى الآن لم يتغير شىء وما زالت معدلات وفيات العمال كما هى!
يأتى هذا التقرير بينما يطالب الكثير من النشطاء والمهتمين بحقوق الإنسان فى العالم, بسحب حق تنظيم كأس العالم 2022 من قطر,  بسبب ممارساتها المشينة ضد العمال الأجانب فى قطر.

واختتمت الصحيفة تقريرها الذى أكد أن منظمة "بارفازاى" ستسعى للضغط على قطر وعلى الاتحاد الدولى لكرة القدم, من أجل تحسين الأوضاع المعيشية والعملية لعمالها المتواجدين فى قطر, خاصة فى ظل المؤشرات الغير مطمئنة التى تشير إلى احتمال ارتفاع عدد العمال المتوفيين إلى 4000 آلاف عامل بحلول عام 2022.

الأحد، 27 أكتوبر 2013

إهانة الذات القطرية وجزيرة الحيادية الإعلامية



إيــمـان مـرجــان
حكماً بالسجن مدى الحياة أصدرته محكمة أمن الدولة القطرية , ثم استئناف للحكم نتج عنه تخفيف وصل لـ 15 عاماً فقط , ثم طعن على الحكم قوبل بالرفض منذ أيام لتخفيف الحكم مرة أخرى , على المواطن القطرى " محمد بن الذيب العجمى " المهنة " شاعر " , والتهمة " إهانة الذات القطرية " , وآداة الجريمة " قصيدة " ألقاها الشاعر فى إحدى اللقاءات الثقافية ! .
خبر ربما لن تقرأه فى صحف قطر , ولن تذيعه قناة الجزيرة التى يعتبرها البعض منبراً للإعلام الحيادى ! , هذا الخبر سوف تقرأه فقط فى صحف الدول المعارضة لقطر , والتى وجدت فى هذا الخبر ضالتها للشماتة وتشمير الأكمام ورد بعض من جميل الإعلام القطرى عليهم .
بدأت حكاية القصيدة التى ألهبت أمير قطر السابق " حمد بن خليفة آل ثان " منذ 3 أعوام تقريباً , حين ألقى " الذيب " قصيدة فى إحدى المنتديات الثقافية , أشاد فيها بثورات الربيع العربي , وتمنى أن تقوم ثورات مماثلة فى كل الدول العربية التى تحكمها أنظمة فاشلة , تحركت بعده دعوة قضائية أمام محكمة أمن الدولة القطرية , اتُهم فيها بإهانة رموز قطر والتحريض على قلب نظام الحكم
التعتيم الإعلامى القطرى على الخبر وخاصة من جانب قناة " الجزيرة " يضع أمامنا علامات استفهام كثيرة , أولها وأهمها هو سياسة الكيل بميكيالين التى تمارسها " جزيرة قطر " فى التغطية الإعلامية للأخبار التى تخصها , والأخبار التى تخص دول جارة لها , وخصوصاً موقفها من ثورات الربيع العربى .
قناة " الجزيرة " التى بدأ بثها عام 1996م , بمنحة من أمير قطر السابق " حمد بن خليفة آل ثان " , وصلت لـ " 150 مليون دولار " واستمر فى دعمها حتى عام 2004 بمنحة سنوية قدرها " 30 مليون دولار " , كان لها مواقف متأرجحة بين الدعم والصمت على ثورات الربيع العربى , ففى حين دعمت الثورات التى قامت فى " تونس , مصر , ليبيا , سوريا " وقامت بإنشاء فضائيتين متخصصتين لبث أخبار الثورتين المصرية والسورية , كان لها موقفاً مغايراً من ثورة " البحرين " , التى لم تغط أخبارها بشكل كاف , رغم أن البحرين هى الدولة الأقرب لقطر جغرافياً مقارنة بالدول الأخرى التى قامت فيها ثورات مماثلة .
لم يختلف موقف المنظمات المهتمة بحقوق الإنسان عن موقف أى شخص عادى , استنكر ما حدث مع الشاعر الذى سيقضى 15 عاماً من عمره , بسبب قصيدة عبر فيها عن رأيه , ففى حين استنكرت " منظمة العفو الدولية " و " المفوضية السامية لحقوق الإنسان " موقف قطر من حبس " الذيب " , حتى أن منظمة " هيومات رايتس ووتش " الدولية كان لها ممثلين فى هيئة الدفاع عنه , إلى جانب المحاميين " د / عبيد الوسيمى " و " نجيب النعميى " , لكن جهود كل هؤلاء باءت بالفشل ولم يفلح رد فعل أى من هذه المنظمات فى تغيير النظرة القطرية لحبس " الذيب " الذى اعتبروه مجرماً يستحق العقاب بسبب " قصيدة " .
مبدأ " الحياد الإعلامى " معروف فى الأوساط الصحفية بأنه : " الحيادية والتوازن فى ممارسة العمل الصحفى والإعلامى , وتحرى الدقة فى نقل الأخبار والمعلومات , وتنحية الانتماءات السياسية أو القبلية أو الدينية " , أما " الحياد الإعلامى " الذى تمارسه قناة " الجزيرة " هو كل ما سبق إن كان يخص الغير , أما إن كان الحدث أو الخبر أو القضية تمُس قطر فليذهب الحياد والإعلام للجحيم !
لينك المقال على الموقع الإخبارى الإلكترونى " أحوال مصر " :

الاثنين، 7 أكتوبر 2013

ســيبونى أعيــــط !


إيــمـان مـرجــان
أزمة طاحنة , أطراف متصارعة , أشخاص يظنون على حق وهم على باطل , وكثيرون لا تتردد على ألسنتهم سوى بضع كلمات جاءت على لسان أحد أبطال أفلامنا العربية " هو منين بيودى على فين ! " , وتسمحولى أعيط " .
لا أدرى لماذا تذكرت فيلم " رجب فوق صفيح ساخن ", وأنا أتابع ما حدث بالأمس على شاشات التلفاز , وفى الشوارع , أثناء احتفالات المصريين , بالذكرى الأربعون لنصر أكتوبر المجيد , لم يغيب عن ذاكرتى مشهد الفنان " عادل إمام " الذى مثل شخصية " رجب " , ولسان حاله يقول " هو منين بيودى على فين , أنا عاوز أعيط " , فهذا هو حال أغلبنا الذى أصبح لا يعي شيئاً , ويريد البكاء وبشدة على ما آلت إليه أمور البلاد والعباد .
قد يقول البعض أن الموجة الثورية التى قامت فى نهاية يونيو الماضى , ضد نظام الإخوان هى السبب فى الأزمات المتلاحقة التى نعيشها الآن , لكن الحقيقة أن ما حدث لم يكن أبداً انقلاباً , بل كانت موجة جديدة لثورة الخامس والعشرين من يناير , انحاز لها الجيش , وعزل الرئيس السابق " محمد مرسى " , وعين رئيس المحكمة الدستورية العليا المستشار "عدلى منصور " رئيساُ مؤقتاً لإدارة شئون البلاد , أي أن الجيش لا يحكم هو فقط انحاز لإرادة الملايين التى خرجت لإسقاط نظام الإخوان , الذى كان فاقداً للشرعية بعد سلسلة الإخفاقات والوعود الزائفة .
من منا ينسى وعود الـ 100 يوم , والمتمثلة فى حل أزمات " الوقود , رغيف الخبز , أزمة المواصلات , القمامة , الأمن " , والتى وعد الرئيس السابق بحلها ولم تُحل أى منها , من منا يستطيع تجاوز الأزمة التى أحدثها نظام الإخوان بشق صف المصريين , وزرع فتنة طائفية بين أبناء الوطن الواحد , وأبناء الدين الواحد , بعد أن قسم المصريين إلى " مسلم إخوانى مصرى " و " مسلم مصرى فقط " .
من منا يستطيع استيعاب , وصم المعارضين لسياسات الإخوان بتهم كـ " الكفر والإلحاد " , من منا يستطيع نسيان أن النظام الذى ارتدى عباءة الدين وهو منهم براء كان نظاماً كاذباً , وكانت كذبته الأشهر هى " مشروع الفنكوش " , المعروف إعلامياً باسم " مشروع النهضة " , والذى خرج علينا المهندس " خيرت الشاطر " النائب الأول للمرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين ليقول , أن الإعلام هو من ضخم " مشروع النهضة " , الذى لا يتعدى كونه أفكار فقط على الورق ولم تُصاغ على أيدى المتخصصين , كما سوقت له جماعة الإخوان بنفسها فى حملاتها الانتخابية للرئاسة ! .
كل الأسباب السابقة وأسباب أخرى كثيرة و كانت سبباً فى خروج الموجة الثورية نهاية يونيو الماضى , والتى كانت حشوداً هائلة وصفتها وكالات الأنباء العالمية بأنها " طوفان من البشر يجتاح شوارع مصر " ! .
كما قال " درويش " , " نحن لم نحلم بحياة أكثر من الحياة " , حَلُمَ المصريين بحياة كريمة , بدون إهانة أو تكفير , بدون خوف أو قلق من القادم , خرجوا فى نهاية يونيو الماضى اعتقاداً منهم بأنهم سيضعون حداً لآلامهم , لكن ما يظهر الأن على الساحة السياسية فى مصر لا ينبأ بأى خير , خصوصاً بعد ظهور المشير " طنطاوى " فى الصفوف الأولى لاحتفالات نصر أكتوبر المجيد , والذى كان علامة استفهام كبيرة جعلت الكثيرين فى حالة ذهول من هول المفاجأة , " طنطاوى " بطل اشتباكات " محمد محمود , مجلس الوزراء ومن قبلهم ماسبيرو فى الصفوف الأولى لاحتفالات أكتوبر المجيد ! , صحيح أن الرجل غير مدان ولا يمثل أمام أى محكمة , لكنه مدان ثورياً من قبل الثوار الذين مات اخوانهم وأصدقائهم فى عهد طنطاوى .
خوف من نوع أخر انتابهم بعد محاولة بعض مؤيدى الشرعية المزعومة , وبعض المنتمين لجماعة الإخوان , اقتحام ميدان التحرير بالأمس , والذى كان قد تجمع فيه آلاف من المصريين , للاحتفال بذكرى نصر أكتوبر المجيد , لكن محاولات الإقتحام باءت بالفشل , وانتهى اليوم بـسقوط 53 قتيلاً و 271 مصاباً حسب أخر تقرير أصدرته وكالة أنباء الشرق الأوسط .
لا أحد يدرى على أى حال ستنتهى الأمور , ولا أحد يعلم بالضبط ماذا ينتظرنا فى المستقبل , ولا أحد يستطيع التكهن إذا ما كان القادم خيراً أم شراً , وإلى هذا الحين سأردد مع " رجب " الجالس فوق صفيح ساخن , " هو منين بيودى على فين ف البلد دى " , بربكم أليست كل هذه أسباب تدعو للبكاء " سيبونى أعيط " .

لينك المقال على الموقع الإخبارى الإلكترونى " أحوال مصر " :

  http://www.a7walmasr.com/show-8773.html