الخميس، 17 يناير 2013

باسم وحلقه بكرا


كان نفسى باسم يوسف يكون معندوش مادة الاسبوع دا يعمل بيها حلقه جديدة لانه ف كل مرة على اد ما باسم بيضحكنا على اد ما بيوجع قلوبنا ع المسخرة اللى احنا عايشين فيها ... الفكرة بقا هى الاسبوع دا البرنامج هيبقى كام ساعه لان اللى حصل الاسبوع دا عاوزله يومين يقعد يحكى فيه

سعد اتثبت واتسرق ع الدائرى والمسئول لسه كلامه معسول !!!!

تواردت أنباء عن تثبيت الفنان سعد الصغير على الطريق الدائري وسرقه سيارته ومبلغ مالي يقدر ب 130 الف جنيه كانوا بحوزته عند تعرضه للسرقه بعد عودته من منطقه شبرا حيث أحيي حفل خطبه أحد أعضاء فرقته .
مسلسل السرقات لا ينتهى والحكومة رغم علمها بخطورة انعدام الامن على طريق حيوي مثل الطريق الدائري ينبىء بكارثه محققه ان لم ينتشر الامن على الطرق والاماكن الحيويه بمصر .
الفكرة هنا أن الموضوع أعمق وأشمل من سعد وسرقته فكثيرين تتم سرقتهم يوميا لكن كلما تحدثت مع مؤيدي النظام الحالي فالرد جاهز على الفور على ألسنتهم وهو " فلول مبارك هما السبب " !!!! ... طيب ما نحن جميعا نعلم أن فلول مبارك سبب من أسباب كارثه مصر الامنية التي نعيشها الان لكن لا يجوز اطلاقا ان نلقى بالتهم على الفلول فى كل صغيرة وكبيرة فى مصر بمعنى أن من يظن للحظة ان الفلول هم السبب فى قطارات الموت او فى انقطاع الكهرباء او فى انقطاع المياه او فى القمامة المتراكمة على أرصفة وفى شوارع مصر فهو واهم , نعلم ويعلم جميعنا أن مبارك ترك إرثا كبيرا وثقيلا من الإهمال والمشاكل التي تحتاج لعقود لإصلاحها لكن هذا لا يمنع أن المواطن البسيط والغير بسيط حتى لا يشعر بأي تحسن أو شروع فى تحسن , متى سنشعر أو يشعر غيرنا بتحسن ؟؟ ... الإجابة عندما ينفذ المسئولون ما وعدونا به من شهد الكلمات وروعه الوعود , حتى الأن يرى المواطن ان المسئول يطلق تصريحات رائعه لكن النتيجة دائما على أرض الواقع صفر .

انا انتقم اذن انا موجود 2


اعزائي القراء كنت قد بدات بالامس الحلقه الاولى فى مسلسل الانتقام الذى نتعرض له انا وزملائي فى الجريدة والتصفية المبهرة التي أسفرت عن تطفيش 20 محرر فى أقل من عام من جريدة ناشئة وفى بدايه حياتها الصحفية .
بالامس ذكرت انني ساكمل لكم الحكاية بناء على رد فعل البيه لكن البيه اليوم لم يترك مجالا لرد فعل احد فقد اتخذ بالفعل قرارا أحاديا بغلق حساباتنا الشخصية على موقع الجريدة ولم يعد أحد منا يستطيع نشر اي شيء على الموقع , كما قام بازاله ادارتنا من على جميع الجروبات الخاصه بالجريدة على موقع فيس بوك ... وكأن ماردا حضره فى منامه وامره ان يستيقظ من نومه ويبحث عن طريقه يستطيع من خلالها حرق دماء اهالينا نحن المحررين , لا انكر انه نجح فى هذا وبشكل رائع فالرجل طالما تفنن فى العكننه على اللي جابونا وتغيير مزاجنا من النقيض للنقيض , الامر الذى دفعنا انا وصديقتي الى الهروب من براثن ادارى فاشل من الدرجة الاولى وقمنا بكتابه اعتذار شيك ومحترم ونشرناه على الجروب الخاص بالمحررين , قام بحذف اعتذار صديقتي عندما راه بينما ترك اعتذاري وبالمناسبة هو على وش حذف فقط ننتظر ان يراه ونرى رد فعله للفضول فقط لكن قرارنا بالانسحاب نهائى .
أعترف أن قرار انسحابي كان مؤلما وقاسياً لكنه صائبا جدا , كان مؤلما لانه صعب ان ارى ما حلمنا به جميعاً أكثر من عام ينهار أمام أعيننا فى لحظة واحدة بسبب تعنت شخص مريض بالسلطة ولا يدرك ما تتطلبه عليه مسئوليته من أشياء كان لابد أن يضعها جيدا فى الحسبان لكنه أثر أن يستمر فى قراراته التي نتج عنها خسارة ما يقرب من 23 محرر فى عام واحد عملوا بمنتهى الحب فى مكان جمعهم بدون مقابل .
كان أمامنا جميعا خيارين اما ان نبقى ونقبل الوضع الذى أرغمنا على البقاء فيه وننتظر دورنا فى الطرد والاهانه الغير مسببه والتى ستكون على مزاج اهله غالباً كما حدث مع اصدقائنا الذين سبقونا , او ان ننفصل فى هدوء ونهرب بأنفسنا من براثن شخص لا يقدر المسئولية ولا يتحملها وبالنظر الى مستقبل شخص بهذه المهارات المحدودة أو المعدومة فى مجال الادارة فالمشروع محكوم عليه بالفشل المحقق .
لن اتوقف عن الكتابة ولن يتوقف أصدقائي وسأقوم بكتابه كل ما أريد هنا او فى اي مكان جديد ارى فيه اصدقائي الذين أعشقهم بجانبي , أرى قلمي لن يقصف وفكري لن يهان , سأكون قويه ولن أستسلم لليأس ببساطة هي تجربه خرجت منها بأصدقاء رائعين يكفوني عن العالم أجمع .

الأربعاء، 16 يناير 2013

انا انتقم اذن انا موجود


فى طبيعه النفس البشريه تكمن بعض الغرائز منها ما هو مفيد لصحة الإنسان ومنها ما هو ضار .. دعونى أحدثكم عن تجربة شخصيه حدثت معى ومع بعض أصدقائى بدون مقدمات كثيرة وكلمات قد تبدو مبهمه إن لم ندخل فى صلب الموضوع مباشرة .
كنا نعمل فى جريدة ما لن أذكر أسمها فيكفينى أنى خرجت من هذا المكان ببعض الأصدقاء الرائعين ولم أكن لأجد مثلهم أبداً إن لم أتواجد فى هذا المكان , المهم أن هذه الجريدة كان يرأسها شخص " ديــــكتاتور " يريد أن يأمر فيُطاع حتى وإن كان ما يأمر به هو محض افتراء وغباء , نعم غباء فالرجل وللأمانه الشديدة كان على قدر عالى من الغباء الذى مكنه بقدرة قادر من تطفيش ما يزيد على 20 محرر فى عام واحد من جريدة المفروض أنها فى بدايتها تحتاج للانتشار وللشهرة .
كان الرجل عادياً فى بدايه الأمر ولم نتعامل معه يوماً ىإلا بالحسنى لكن جدت بعض الأمور التى ساهمت فى صنع شخص مثير للشفقه بالنسبه لنا جميعاً فالرجل ذى الأربعين من عمره القروى الذى قضى حياته فى قريته الصغيرة فى إحدى المحافظات نزل إلى القاهرة أخيراً وبدأ بتحقيق حلمه بأن يصبح مالكاً لمؤسسة صحفيه تضم جريدة وراديو ومن الممكن أن يتطور الأمر فى المستقبل فاالمجالات مفتوحه وكنا نعمل معه جميعاً بحب وبدون مقابل على العكس كنا ننفق على العمل من جيوبنا الخاصه ولم يشتكى أحد ولم يتذمر أحد يوماً كنا نعمل من أجل العمل فقط ومن أجل أن نبقى جميعاً فى مكان واحد نخاف عليه ونعشقه ونتمنى له التقدم .
خرج الرجل من قريته ليواجه أحلام المدينه الصاخبه لكنه اصطدم بغريزته البشريه التى لم يستطيع إخفائها كثيراً وهى " الغـــــرور "  نعم الرجل ركبه الغرور فجأه بعد أن اتخذ قراراًى منفرداً بدون الرجوع لأى شخص من العاملين معه بأن تتحول الجريدة الالكترونيه الى جريدة مطبوعه مع انه اكثر العالمين ببواطن الامور ويعلم جيدا ان العدد الصغير من المحررين الذين يعملون معه لن يغطى اصدار جريدة لا اسبوعيه ولا حتى شهريه , لا أدرى ولا ندرى جميعنا ماذا دهاه بالضبط تغير فجأة وأصبح كائناً فى منتهى العصبيه والغرور يتعامل مع الجميع بفوقيه واضحه كما أن قاموسه لا تندرج فيه كلمات مثل " العيش والملح أو العشرة" نسى كل هذا فى لحظة وقرر أننى أصبحت صاحب العمل " الذى بالمناسبه لا نأخذ منه مالاً " وبدأ فى اعطاء الاوامر لهذا وذاك وهى اوامر فى الغالب " غبيه " وإن دلت تدل على شخص تافه وسطحى التفكير كان يعتقد أنه أنيس منصور الصحافه المصريه الثانى لكن الرجل فى الحقيقه كان " ـــــــــــــــــــــ " نعم بالضبط هو هكذا , الذى زاد الطين بله بحق هو بطانه السوء فى من حوله والذى أصدر فرماناً بتعيينهم نواب له وهم لا يفرقون كثيراً عنه , عينهم نواب لانهم بالبلدى بيريحوه " يمين يمين , شمال شمال " كى لا أطيل عليكم كثيراً الرجل قام بفرم كل معارضيه وبدأ بالأكبر سناً تطبيقاً للمثل القائل " اضرب المربوط يخاف السايب " لكن ما حدث انه لا تراجع المربوط ولا خاف السايب , ظن الرجل فى كل مرة يخطىء فيها فى حق الجميع أنه ينفذ الإدارة التى ستحقق له هدفه وهو لا يدرى أنه بذلك لا يفرق كثيراً عن الدبه التى قتلت صاحبها أو القطه التى أكلت أولادها لخوفها عليهم , زاد نقم المحررين أصدقائى ونقمى انا شخصياً ومع أننى لم أكن طرفاً أصيلاً فى جميع المشاكل إلا أننى قررت بشكل أو بأخر ألا أصمت على ما يمارس ضد أصدقائى من تصرفات بلهاء صادرة عن شخص مريض بالغرور ومتعجرف , بدأت أقف معهم فى وجه الإدارة حاولنا الاصلاح كثيراً لكن فى كل مرة كنا نحاول الصلح كان يزيد غروره وإصراره على الخطأ وبدأ هو بنفسه فى تقسيمنا إلى فريقين " فريق المطبطباتيه " وفريق المغضوب عليهم والذى كنت أشرف بالانضمام له ,, كى لا أطيل عليكم مرة أخرى الرجل مارس علينا أحقر مستويات الظلم والغباءوقله الادب  حين قام بسرقه حساب أحد أصدقائنا على موقع فيس بوك وقرا جميع رسائله الخاصه وبدأ بالتشنيع وتشويه سمعته حتى يظهر أمام المحررين أنه طرده لسوء سلوكه مع أنه حق أريد به باطل , أنا وزملائى ممن عارضوه وقرروا أن سرقه الاشخاص فعل إجرامى لا يصدر إلا عن شخص مريض ومجرم هاجمنا جميعا وبدأ فى اتباع سياسية التصفيه فقام بطرد بعض المحررين أصدقائى وقام بتغيير أسمائهم على الأخبار والمقالات التى نشروها عن طيب خاطر وبدون مقابل على موقع الجريدة الالكترونى إلى اسم أخر , أما أنا فأنا على وش طرد إن شاء الله ,,, ومش قعداله فيها انتظرونى غداً لنكمل الباقى على حسب رد فعل البيه ,

إلا رسول الله … وثقافه الاحتجاج … والمقاطعه الاقتصادية


من الجميل أن ننتفض جميعاً لنصرة سيدنا محمد … ومن الجميل أيضاً أن نغضب ونشجب وندين الفيلم المسىء للرسول الكريم … ومن الرائع أن نبحث عن حلول منطقيه للرد على الفيلم المسىء بشكل يليق بعظمة سيدنا محمد ” صلى الله عليه وسلم ” .


المخجل فى الحكايه هنا هو الطريقة التى اخترناها للاحتجاج وللشجب , ونحن هنا لا نجمع فدوله مثل المغرب اختار مواطنوها الاحتجاج أمام السفارة بالصلاه أمامها ” لا حرق ولا تخريب ولا سباب ” طريقة حضاريه للاحتجاج ومحترمة للغايه , وعلى النقيض فى دول أخرى مثل ليبيا والتى حدثت بها بالأمس مجزرة بالسفارة الأمريكية ببنى غازى أودت بحياه أربعه أمريكيين بما فى ذلك السفير الأمريكى ” كريس ستيفنز ” .


لم تكن السفارة الأمريكية باليمن أسعد حالاً من السفارة الأمريكية ببنى غازى باستثناء فقط أنهم لم يقتلوا السفير , فقد قام مواطنون يمنيون صباح اليوم باقتحام السفارة الأمريكية باليمن وإضرام النيران فيها وسرقه محتوياتها , ولعل الصور هنا تتحدث بالنيابه عن أى حرف يمكن أن يُكتَب .




أما ما حدث ويحدث الأن أمام السفارة الأمريكية بالقاهرة فهو علاوة على الغضبه التى تجتاح المسلمين والمصريين المتواجدين أمام السفارة , لكن الاحتقان الموجود بالأساس بين الشرطة والشعب , والجفاء الموجود هو أحد أسباب اشتعال الموقف هناك , فإرث الماضى لم يتبدل ولم يتغير بل يزيد مع كل موقف أو أزمة جديدة تجتاح مصر , فما يحدث أمام السفارة الأمريكية بالقاهرة هو اشتباكات واحتقان بين قوات الأمن المكلفه بحمايه السفارة وبين المتظاهرين الموجودين أمام السفارة .








الصور تتحدث والكلمات تعجز عن الوصف ,,, السؤال هنا ” هل ما يفعله المسلمون يرضى رسول الله الذين انتفضوا لنصرته … ؟؟!! … الإجابه بالقطع يجيب عنها العقلاء فقط وهى أن ما يحدث الأن أمام سفارات أمريكا بغالبيه الدول التى شهدت احتجاجات لا يرضى الله ورسوله , على العكس ما يحدث يؤكد فكرة أننا همج وجهلاء بل وأغبياء أيضاُ .
صناع الفيلم المسىء تعاملوا مع الموقف على أنه حرب , لكنها حرب ذكيه للغايه .. هم تعاملوا مع الموقف بمنتهى الذكاء والدناءة فقاموا بصنع الفيلم المسىء وتركوه ليشاهده من يشاهده ورموا الكرة بملعب المسلمين ,, أما المسلمين فقد تعاملوا مع الموقف بمنتهى الغباء والجهل والتخلف ليؤكدوا الفكرة الخاطئة عند الغرب بأننا همج وقتله وإرهابيون , فبالأمس قُتِل السفير الأمريكى بليبيا بطريقه بشعه والصور تشهد على ذلك وهو ليس له أى  ذنب فيما يحدث , ونسى قاتلوه الآيه الكريمة ” ولا تزر وازرة وزر أخرى ” … ركبوا قطار الجهل والتخلف حتى وصلت الأمور إلى ما نحن عليه الآن ,, فبدلاً من أن ننتهز الفرصه للتعريف بديننا الحنيف وبسيدنا محمد أشرف الخلق أجمعين جعلناها بأيدينا أسوأ دعايه يستطيع الفرد أن يقوم بها .
الدكتور محمود حمزة ذكر بالأمس أن الفيلم المسىء تسبب بالألم فى قلوبنا لانه استهدف رجلاً نعشقه جميعاً وهذا ما لعب عليه صانعو الفيلم بمنتهى الدناءة حيث صنعوا فيلماً ولا أقبح ملىء بالمغالطات والإساءات الغير مبررة لنبى الإسلام , ولهذا فقد أصابنا الفيلم جميعاً فى قلوبنا ,,, لنفكر قليلاً … هل يملك الغرب قلباً نستطيع أن نفعل فيه ما يؤلمه ..؟؟ بالطبع لا .. الغرب لا يفهون إلا لغه المال والمال فقط لندخل نحن من هذا الباب لكى نؤلمهم .. باب المال … لنقاطعهم اقتصادياً ونقاطع منتجاتهم وكل شىء يخصهم من الناحية الاقتصادية ليتعلموا أن كل شىء له ثمن .
بالإضافه إلى المقاطعه الاقتصادية لماذا لا نرد عليهم بفيلم يؤرخ لحياه النبى الكريم ..,,؟؟ لماذا لا نحكى حياته الكريمة وكيف عانى وتحمل من أجل نشر الدعوة .. نبى الرحمة الذى أرسله المولى عز وجل رحمة للعالمين السؤال هنا للفنانين والمبدعين من ابناء هذا الوطن لماذا لا ننتج فيلماً عالمياً للتعريف باشرف الخلق أجمعين …؟؟ سؤال ننتظر إجابته …..

جبل الجودى الذى رست عليه سفينه نوح


جبل الجودى هو الجبل الذى رست عليه سفينه سيدنا نوح عليه السلام والتى أمرها الله بصنعها وأن يأخذ فيها من كل زوجين اثنين حتى لا يهلكهم الطوفان الذى سيصيب قوم نوح ويقضى عليهم إلا قليل من الذين آمنوا مع نوح , فقد أمر الله سبحانه وتعالى عبده نوح بأن يدعو قومه إلى عباده الله الواحد الأحد وظل نوح يدعو قومه ما يقرب من ” 950 ” عاماً ولم يؤمن معه إلا القليل .



يقع جبل الجودى بمحافظة شرناق جنوب شرقى تركيا وهو جبل يقع بالقرب من الحدود العراقيه السورية وورد ذكره فى القرآن الكريم فى سورة هود الآيه رقم ” 44 ” بقوله تعالى ” وقيل ياأرض ابلعى ماءك وياسماء أقلعى وغيض الماء وقضى الأمر واستوت على الجودى وقيل بعداً للقوم الظالمين ” صدق الله العظيم .
كان كلما مر قوم بنوح ووجدوه يعمل بصناعه السفينه هو والقليل الذين اتبعوه اتهموهم بالجنون وبأنهم فقدوا عقولهم وأنهم أصابهم الخرف , حتى أن أحد القوم الوثنيين الذين مروا بهم قال ” أين البحر الذى ستبحر به سفينتك ؟؟ ” وقال آخر ” لا تنس الأشرعه يانوح فالأمواج عنيفه والرياح شديدة ” , لم يرد سيدنا ” نوح ” بشىء لكنه قال ” سيأتى يوم نسخر فيه منكم كما سخرتم منا ” .
العمل كان شاقاً جداً والسفينه احتاجت للكثير من الألواح الخشبية والتى جمعوا لها الكثير من الأشجار وجذوع النخيل , حتى أتم سيدنا نوح ومن معه بناء السفينه من 3 طوابق كامله خصص الطابق السفلى للحيوانات الكبيرة والطابق الأوسط لسيدنا نوح ومن معه من المؤمنون أما الطابق العلوى والأخير فقد خصص للطيور, وقد بلغ طول السفينه حوالى مائتى متر وبلغ عرضها حوالى سبعون متراً كما بلغ ارتفاعها حوالى 25 متراً .
استغرق صناعه السفينه حوالى ثمانين عاماً كامله اتموا فيها بناء السفينه وتم طلائها بالقار ونصبت بها الأشرعه وانتظر المؤمنون أمر الله سبحانه وتعالى حتى جاءهم الأمر بركوب السفينه وركب معه من ركب وأخذ من كل زوجين اثنين حتى تستمر الحياه بعد الطوفان , لم تركب زوجة نوح معه فقد كانت من الوثنيين الذى لم يؤمنوا برساله سيدنا نوح عليه السلام .

ما إن ركب المؤمنون السفينه حتى عصفت الرياح بشده وصبت السماء ماء كالأنهار ودوى الرعد فى السماء واشتدت الرياح والأعاصير , كما تحولت الأرض إلى ينابيع فوارة وهطل المطر بغزارة ووقف المؤمنون ينظرون من الطابق الأوسط الذى استقروا به إلى الطوفان الهائل الذى حل بالقوم الظالمين , لكنهم كانوا بأمان من الطوفان بداخل السفينه التى صنعوها مع سيدنا نوح حتى وصلت السفينه إلى مرساها وبر أمانها جبل الجودى بتركيا كما أراد لها الله سبحانه وتعالى أن ترسو .

العيـــــــــــــــش يــاأم أحــمد …


هناك أشياء تمثل فلكلوراً خاصاً بالمصريين وحدهم دون غيرهم .. أشياء أساسية وبديهيه فرضتها عليهم ظروف الحياه ولم يجدوا مفر منها فاضطروا للتأقلم معها , والتعامل معها على أنها من الاشياء التى لا يستطيعون الإستغناء عنها , بل أعادوا ترتيب حياتهم مرة أخرى حتى تتناسب مع المعطيات والمستجدات الجديدة .
طوابير العيش فى مصر أصبحت واحدة من أشياء كثيرة فلكلوريه يقدم لها المصريون كل يوم فروض الولاء والطاعه ويقفون طويلاً .. طويلاً, طوابير كثيرة ما بين  أنابيب وعيش وجمعيات ومعاشات …. الخ , وحديثنا هنا عن طوابير العيش التى يبتلى بالوقوف بها كل من لا يملك القدرة على شراء رغيف الخبز السياحى والذى تبلغ تكلفته ” 25 قرش ” ويلجأون إلى مخابز الخبز المدعم المنتشرة على أرض الوطن ليلاقوا فيها ما يلاقوا ..!!
عيون مصر نزلت إلى إحدى مخابز العيش المدعم بمنطقة الوايلى بالقاهرة وتحديداً شارع ” ترعه الجندى ” ….. عندما اقتربت من المخبز وجدت اصوات الجميع تهتف مناديه على امراة وهى ” أم أحمد ” ويصرخون فيها كثيراً ” العيــــــش يـاأم أحمـــد ” وام احمد هذه واحدة من خمسه افراد يعملون بالمخبز ويظهرون لمن يقف فى الطابور ,,, لم يكن المخبز مزدحماً كما تصورنا فعدد الأفراد ذوو الحظ العاثر الذى قادهم إلى مخبز الخبز المدعم لم يتعدى 30 فرداً ما بين امراة عجوز وشاب وحتى الأطفال حجزوا أماكنهم فى الطابور القصير الذى لا يسير أبداً ولا يتقدم خطوة واحدة للأمام ولا أحد يدرى السبب تحديداً .


أحد ساكنى الطابور وهى الحاجة ” أم نهله ” تحدث إلى عيون مصر … نعم تسكن الطابور فالطابور هنا يمثل نوع من أنواع العشرة والود بين سكانه فمن السهل تكوين الصداقات فى الطوابير الطويلة التى لا تسير كطابورنا هذا , الحاجة ” ام نهله ” قالت المخبز يعمل على فترتين تبدأ الفترة الاولى من السادسه صباحاً حتى الثانيه عشرة ظهراً وتبدأ الفترة الأولى من الواحدة ظهراً وحتى الواحدة صباحاً وكما ترين الطابور ولا يتحرك وأنا لا أستطيع الوقوف طويلاً فقدماى تؤلمانى كثيراً وعندما أطلب من أحد العاملين بالمخبز ان يعطينى عشرة أرغفة فقط أقضى بهم حاجتى لأرحل سريعاً بسبب مرضى وكبر سنى لا يجيبنى أحد وقد أضطر إلى الوقوف ساعات حتى أحصل على العشرة أرغفه التى أحتاجها يومياً .
الأستاذ ” على عبد الغنى ” تحدث هو الأخر لعيون مصر وقال العاملين بالمخبز ” بالهم طويل أوى ” ولا يقدرون كبار السن ولا صغار السن ولا أى أحد والطوابير لا تسير مثلما يجب أن تسير فغالبيه الخبز الذى يخرج من الفرن يخرج للمعارف والأصدقاء وللعاملين بالمخبز أما المواطن أو المواطنه أو الطفل الذى ينتظر فى الطابور الطويل لا يأخذ شيئاً إلا بعد الخناق والصراخ والعويل أمام الفرن , أضاف الأستاذ ” على ” أن هناك ساعه فى كل وردية من ورديات المخبز لا يخرج فيها خبز مطلقاً تخصص هذه الساعه لعمل خبز للعمال بالمخبز حيث يقومون بتهدئه سرعه السير حتى ينضج الخبز جيداً ويصبح وجهه أحمر ويقف شخص منهم فى أول السير ويقوم بجمع الخبز كله ويتم تهويته جيداً ويتم توزيعه على العمال بالمخبز وعلى معارفهم وذوويهم ولا ينوب الواقفين فى الطالبور منه شيئاً , ونضطر إلى الانتظار حتى تمر الساعه زادت أو قلت حتى يكتفوا بالخبز الخاص بهم , بعدها يقوم أحد العاملين بالمخبز بإعادة سرعه السير كما هى ليخرج العيش فى معظم الأوقات إن لم يكن أغلبها غير ناضج أو نصفه ناضج ونصفه محروق أو بدون وجه من الأساس , وعندما سألته هل يقوم الفرن بتهريب الدقيق أو بيعه فى السوق السوداء أجابنى أن هذا المخبز على الرغم من العذاب الذى نجده يومياً فى طوابيره التى لا تنتهى إلا أنه المخبز الوحيد فى المنطقه الذى لا يقوم ببيع الدقيق فى السوق السوداء وأغلب الواقفين بالطابور أيضاً أجمعوا أن هذا المخبز لا يبيع الدقيق لكن المعارف والأصدقاء والحبايب و ” الألاضيش بتوع أصحاب الفرن ” على حد قولهم هم مشكلتهم الوحيدة بجانب رداءة رغيف الخبز .
فى جانب أخر من المخبز كانت تقف ” أم جورج ” تحدث نفسها فاقتربت منها وسألتها ماذا بك .. ؟ أجابتنى الطابور لا يسير وأنا لا أستطيع الوقوف ساعات كل يوم فعندى عملى وزوجى وأطفالى وبيتى وإن فكرت فى شراء الخبز السياحى فأنا أحتاج يومياً إلى حوالى عشرين رغيفاً أى أننى أحتاج يومياً إلى 5 جنيهات للخبز أى ما يعادل مائه وخمسون جنيهاً شهرياً للخبز فقط أى أنه لا كهرباء ولا مياه ولا تعليم ولا أكل ولا شرب ولا طبيب ولا أى شىء أخر فالله أعلم بالحال ,,, ابتعدت عنها فلم أدرى ماذا أجيبها وكل ما سمعته منها أعيشه ويعيشه معى  كثيرون , تركتها فى حيرتها وهى لا تزال تسأل نفسها نفس السؤال ” تقف بالساعات وتهدر وقتها أم تدفع المائه وخمسون جنيه شهرياً وتشترى الخبز السياحى بدون طوابير ووجع دماغ .. ؟ ” .
معاناه المواطنين اليوميه مع رغيف الخبز لا تنتهى , الطوابير طويله , والساعات طويلة , والشمس حارقة , أتسائل أين الرقابه المفروضه من وزارة التموين على المخابز .. ؟ ولماذا لا يتم تعيين مشرف من الوزارة على كل مخبز وطوابير العاطلين كثيرة أيضاً .. ؟!! … أعتقد أن الأمر يجب أن يعود إلى من يملك الأمر … نظرة ياوزارة التموين إلى طوابير الخبز التى يعيش فيها المصريون رحمكم الله .

أهل الكهف … عـــبرة وعظـــة وعصمه من الفتن


فى قصه أهل الكهف عبرة وعظة فشباب أهل الكهف هنا آمنوا بالله ورفضوا أن يعبدوا غيره وقد ثبتهم الله سبحانه وتعالى وزادهم إيماناً , لم يكن هؤلاء الفتيان أنبياء او رسل لكنهم كانوا أصحاب إيمان حقيقى وراسخ , أنكروا على قومهم ما وجدوهم عليه من شرك وطلبوا منهم الحجة على وجود آلهة غير الله , فضلوا الفرار بدينهم وأنفسهم من القريه الظالمه أهلها إلى مكان آخر يعبدون الله فيه ويكون ملاذاً لهم من الحاكم الظالم فهجروا القريه ومعهم كلبهم إلى الكهف كما جاء فى قوله تعالى : ( إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى وربطنا على قلوبهم إذ قاموا فقالوا ربنا رب السموات والأرض لن ندعو من دونه إلها لقد قلنا إذًا شطَطًا , هؤلاء قومنا اتخذوا من دُونِه آلهةً لولا يأتون عليهم بسلطان بيّن فَمَن أظلَمُ مِمَّن افترى على الله كذبًا , وإذ اعتزلتُمُوهُم وما يعبدون إلا الله فأوُوا إلى الكهف ينشُر لكُم ربُّكُم من رحمَته ويهيئ لكم من أمركم مرفقا) سورة الكهف الايه 13 : 16 .


 يقع كهف أهل الكهف فى مدينه ” الرجيب ” بالأردن واسمها القديم هو ” الرقيم ” ويأتى هذا متفقاً مع ما ورد ذكره فى القرآن الكريم حيث قال تعالى : (( أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا )) سورة الكهف الآيه 9 , وأهل الكهف سبعه فتيان هم : ” مكسيموس، مالخوس، مرتينيانوس، ديوناسيوس، يوحنا، سرابيون، قسطنطين ” ومعهم كلبهم ” قطمير ” وورد ذكرهم فى القرآن الكريم حيث قال تعالى : “  سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ مَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِرًا وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَدًا ” سورة الكهف الايه 22, 
وقعت أحداث هذه القصه بالأردن فى كهف موجود جنوب شرق عمان اكتشفه عالم الآثار الأردنى ” محمد تيسير ظبيان ” عام 1963م , وتبلغ مساحه الكهف حوالى 90 متراً ويقال أ، الفتيه هربوا إليه من بطش الملك ” ديقيانوس ” وأهل القريه الذين أرادوا إجبارهم على الشرك بالله وناموا به وجلس كلبهم على باب الكهف ليحرسهم , طال نومهم إلى أن وصل إلى 309 سنوات كامله لم يستيقظ منهم أحد ..!!!
يتساءل بعضنا هنا كيف ناموا كل هذه السنين بدون أن تتعفن أجسادهم أو تصيبهم قرح الفراش ..؟؟ الإجابه هنا تتجلى فى عظمة الخالق سبحانه وتعالى الذى سخر لهم المكان ليصبح آمناً وملائماً لمعيشتهم ووفر لهم عده أسباب منها :
  1. تعطيل حاسة السمع فمن المعروف أن الصوت الخارجى يوقظ النائم , كما جاء فى قوله تعالى : “ فَضَرَبْنَا عَلَى آَذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا (11) ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَدًا ” سورة الكهف الآيه 11 , 12 . 
  2. المحافظة على أجسادهم سليمه وصحيه فأجسادهم تتعرض بانتظام لآشعه الشمس فى أول النهار وآخره للمحافظه على أجسادهم من التعرض للتعفن أو الرطوبه كما جاء فى قوله تعالى : “ وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ ذَلِكَ مِنْ آَيَاتِ اللَّهِ مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا ” سورة الكهف الآيه 17 .
  3. التقليب المستمر لأجسادهم أثناء النوم مما يقيهم من قرح الفراش كما جاء فى قوله تعالى : “ وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ “ سورة الكهف الآيه 18 .
  4. إلقاء الرهبه فى قلوب من يشاهدهم فهم ليسوا بالأحياء وليسوا بالموتى فالناظر إليهم يراهم يتقلبون ولا يستيقظون لذلك فكل من رآهم كان يهرب منهم فزعاً وخوفاً كما جاء فى قوله تعالى : “ وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا ” سورة الكهف الآيه 18 .
  5. تعطيل الجهاز المنشط الشبكى وهو آداه الاستدعاء الداخلى وعندما يتم تعطيله يدخل الإنسان فى مرحله الغيبوبة أو التخدير أى نوم عميق جداً وينتج عن هذا التعطيل المحافظة على الأجهزة حيه حيث تعمل بالحد الأدنى من الطاقه , وكذلك تعطيل المحفزات الخارجيه كالإحساس بالجوع أو العطش وقضاء الحاجة وحتى الأحلام .



استيقظ فتيه أهل الكهف بعد 309 سنوات كامله من السبات العميق وتسائلوا فيما بينهم كم لبثنا نائمين ..؟؟ لكن مرحله الدهشه لم تدوم طويلاً , فلا يهم كم مضى عليهم من وقت وهم نائمون .. المهم انهم استيقظوا وعليهم أن يتدبروا أمورهم فيما بينهم فجمعوا ما كان معهم من نقود وأرسلوا أحدهم ليشترى لهم بعض الطعام وأخبروه أن يأخذ حذره حتى لا يراه القوم الظالمون ويبطشون به وبهم إن علموا بأمرهم ويجبرونهم على الشرك أو الرجم  .. 
خرج الرجل إلى القريه ونظر حوله باستغراب ودهشه فالقريه تغيرت والاشكال والطرق والبضائع تغيرت وحتى ملابس الناس من حوله تغيرت ..!! وتسائل بينه وبين نفسه كيف لهذا كله أن يتغير بين يوم وليله ..؟؟! .. ولم يكن صعباً على القوم من حوله أن يميزوا حيرته ودهشته فالنقود التى يحملها والملابس التى يرتديها غريبة فأخذوه وذهبوا به إلى حاكم المدينه وهناك عرف الفتى أن اهل قريته آمنوا وأن الحاكم الظالم لقى جزاءه , وحكى الفتى للحاكم قصته هو وأصحابه .. فأدرك الحاكم أن معجزة قد حدثت لهم وقرر الذهاب إلى كهفهم ورؤيتهم وذهب بالفعل ورأهم ورحب بهم لكن ما لبث هؤلاء الفتيه أن ماتوا جميعاً وفى نفس اللحظة بعد ان استيقنت قلوب أهل هذه القريه الذين كانوا قد فرحوا بهم فهؤلاء أول من آمنوا من اهل القريه وثبتوا على إيمانهم وفروا به بعيداً , دعى أهل القريه إلى بناء بنيان على كهفهم ومنهم من طالب بإقامه مسجد وبالفعل تم بناء مسجد بجوار هذا الكهف .
وقد حشرت جميع الهياكل العظمية لأصحاب الكهف في منطقة صغيرة، ويمكن رؤية هذه الهياكل من خلال فتحة صغيرة سدت بقطعة زجاجية صغيرة .


انتهت قصه أهل الكهف لكن نحن إلى الأن لا نزال نجهل الكثير من الأمور عنهم فنحن لا نعرف بالضبط ما عددهم هل هم أربعه أو خمسه أو سته أو سبعه ,, ولا نعرف هل حدثت هذه المعجزة قبل سيدنا عيسى أم بعده ,, وهل أمنوا بالله الواحد الأحد من تلقاء أنفسهم أم أن الحواريين هم من دعوهم للإيمان بالله ..؟؟ كل هذه أمور مجهوله لنا وينهانا الله عز وجل فى علاه عن الجدال فيها كثيراً فالمهم هو ما وصلت إليه الأمور لا كيف كانت , فليس مهماً إن كانوا أربعه أو أكثر وليس مهماً فى أى زمان وجودوا , المهم هو أن الله بعثهم مرة أخرى بعد 309 عاماً من السبات العميق ليرى من عاش فى زمنهم قدرة الله عز وجل على إحياء الموتى وبعثهم من جديد .
وقد سميت إحدى سور القرآن الكريم بالكهف نسبه إلى قصه هؤلاء الفتيه الذين فروا إلى الكهف ونجوا بدينهم وأنفسهم من فتنه وبطش الملك الظالم والقريه الظالمة , فالكهف فى ظاهره يوحى بالرعب والخوف والمجهول والظلمه لكنه بالنسبه لأبطال قصتنا كان النجاه فسبحان الله جل فى علاه ..

سؤال يحتاج إلى إجابه ” لماذ يكره الاخوان معارضيهم ” .. ؟؟ !!!


اعتقدنا كما اعتقد الجميع أن الثورة قامت لبناء مصر جديدة تنعم بالحريه والديمقراطيه والشفافيه لكن بعد حكم الاخوان لم تحظى مصر بأى من هذا .. صحف وقنوات تغلق لأنها تعارض الاخوان أو الرئيس , رؤساء تحرير يتم ايقافهم عن العمل واقالتهم لمجرد أنهم هاجموا الاخوان فى مقال سياسى , الشفافيه التى نادى بها المصريون لا أثر لها فكل شىء من حولنا مبهم وغير معروف… وغيرهم الكثير .
دائماً أتسائل ما السبب الذى يجعل الأخوان المسلمين وجماعتهم المصونه يكرهون كل من يعارضهم ..؟؟ .. عذراً فالأمر لا يتوقف عند حد الكره فقط بل فى الغالب يمتد ليشمل وصف المعارضين بألفاظ غريبه على شاكله ” ملحد .. علمانى .. كافر … ليبرالى ” ألفاظ لا مكان لها على الصعيد السياسى ولا محل لها من الإعراب .
نظام مبارك العاتى المجرم لم ينعت يوماً معارضيه بالكفر .. واعذرونى هنا فعلى الرغم من كرهى الشديد للنظام السابق إلا أن الموقف هنا واحد هذا نظام حاكم وذاك كان نظاماً حاكماً ,, والمحصله النهائية فى النظامين هو أن كلاً منهم كان فاشلاً جداً فى التعامل مع معارضيه ,,, مبارك فشل فى احتواء جماعه الاخوان واتهمهم بالتشدد والارهاب كما أنه ترك الفساد يستشرى فى البلاد فهب الشعب بثورة أسقطت نظام مبارك وجاءت بالاخوان على رأس الحكم بمصر .
الاخوان أيضاً عاملوا معارضيهم بالمثل , فمنطقهم يتلخص فى الآتى ” من يعارضنى فهو كافر وملحد ” وهم على يقين وثقه تامه أن الشعب المصرى بسماحته وطيبته سيختار من هو فى صف الإسلام وكأن المعارض أتى بدين جديد يريد فرضه على المصريين , كما أن الاخ الاخوانى يرى أنه جاء حاملاً لرساله الإسلام ونسى أن الرساله انتهت بوفاه أشرف الخلق أجمعين ,,,
فضل الاخوان استخدام منطق مبارك ” من يعارضنى فهو عدو لى ولابد من تشويهه والقضاء عليه بأى شكل ” … !!! وفى أحيان كثيره كان نظام مبارك يحارب معارضيه فى سمعتهم كما حدث مع دكنور البرادعى الذى حاربوه بأقذر وأحط طرق الحرب , والجميع يعلم المهازل التى اتهمه بها النظام السابق .
منطق الاخوان الذى يصرون على اتباعه الأن منطق غريب وعجيب يدفع مصر دفعاً إلى التقسيم غير المبرر للمصريين , فهذا اخوانى وهذا سلفى وذاك علمانى والاخر ليبرالى وهكذا ,,, ولا يدرى أحدنا من الذى زج بهذه المصطلحات ليصف بها المصريون بعضهم البعض ؟ , مصطلحات ومعانى تفتت وتمزق فى جسد الأمه المجروح أصلاً .
أعود لأتسائل لماذا عندما نناقش الأخوان فى فشل الرئيس مرسى فى خطة ال 100 يوم التى وضعها هو ولم يفرضها عليه أحد من المصريين يتم تكفيره ..؟ ,, لماذا عندما نلومهم فى هجومهم على شخصيات وطنيه أمثال ” حمدين صباحى , محمد البرادعى ” أعطت لمصر الكثير , ناضلت وحاربت من أجل كرامة المصريين , حتى أنها ناضلت من أجل أن يكون للأخوان كيان رسمى فى الوقت الذى كانت فيه الجماعه محظورةمن النظام السابق ويحاربها بمنتهى العنف والقسوة يتم اتهامنا بالعلمانيه والليبراليه ..؟ ,,, لماذا عندما ننتقد الأخوان فى أى تصرف أو رد فعل وهم بالمناسبه أخطائهم كثيرة والتاريخ يشهد على ذلك يتهموننا بالكفر والإلحاد ..؟
كل ما أرجوه أن يتسم الاخوان بسعه الصدر والسماحه , وأن يكفوا عن استخدام الطريقه الهمجيه فى الحديث عن معارضيهم , وليستمع كل منا إلى الأخر بصدر رحب ونحاول ان نصل إلى منطقه وسط لا تخوين فيها ولا اتهامات بالكفر أوالإلحاد , ليس من أجل المعارضين فقط لكن من أجل مصر أيضاً إن كان الاخوان يعملون من أجل مصر فقط وليس من أجل كيان أو جماعه أو أشخاص بأعينهم .. أرجوووكم اتقوا الله فى مصر .

شارع محمد محمود … الأمس لا يختلف عن اليوم والمجد دوماً للشهداء


لم يختلف أمس عن اليوم كثيراً فنظرة بسيطة وسريعه على حالنا منذ عام وتحديداً شارع محمد محمود سوف نجد أن الأمر لم يختلف كثيراً عن اليوم فالأحداث التى جرت فى نفس الشارع الذى صعدت فيه أرواح ” ورد الجناين ” العام الماضى تجرى بحذافيرها هذا العام , وأعتقد كما يعتقد غيرى كثيرون أن الأمر لن ينتهى إلا بالقصاص للشهداء الذين تجمع أهاليهم وذووهم بعد عام من الأحداث لإحياء ذكراهم وتذكير أولو الأمر بهم .
فى الميدان لم تكن هناك هتافات لطرف ضد أخر بل كانت هناك مطالب بالقصاص للشهداء , لكنها تحولت إلى حرب شوارع بين المتظاهرين والداخليه لا أحد يعلم لمصلحة من ما يحدث .
  • حريق مقر الجزيرة .
بدأ اليوم بحريق شب بمقر قناه الجزيرة وتحديداً استوديو البث المباشر من التحرير حيث قام بلطجيه مجهولون بالقاء مولوتوف أدى الى تكسير الزجاج الأمامى المطل على الميدان وتفحم المقر بالكامل , وبمجرد أن تمكنت النيران من المقر حتى أتت سيارة مطافى مسرعه وقامت بإخماد النيران .



وعندما سألت بعض الشباب المتظاهرين بالميدان قالوا نحن لا نعرف تحديداً من فعل هذا بالمقر لكن نحن شاهدنا أشخاص  مجهولين قاموا بالقاء قنابل المولوتوف على مقر الجزيرة لتشتعل بعدها النيران بالمقر , وعندما واجهتهم ببعض الأقوال المنتشرة بالميدان عن أنهم هم المسئولين عن حرق المقر قالوا نحن لا نملك أدنى مصلحة تدفعنا لحرق مقر الجزيرة فالقناه كانت صوتنا أثناء الثورة وهى القناه الوحيدة تقريباً التى تعرض الأخبار بحيادية , كما أنها لم تقف ضدنا يوماً فكيف نحرقها .
  • قنابل الغاز والمتظاهرين .
لم تتوقف الداخليه عن ضرب المتظاهرين بقنابل الغاز المسيل للدموع بين كل فترة وأخرى وعندما ننظر للأمور نظره فاحصه لنتحقق من هو المسئول عن ما يحدث بين متظاهرى محمد محمود وبين وزارة الداخليه لن نفهم شيئاً  .. !! ..
بعض الشباب قرروا النزول لإحياء ذكرى محمد محمود وتذكير المسئولين وأولى الأمر بالشهداء والذى خرج معظم من قتلهم من السجون لعدم توافر الأدله , أقام الشباب اعتصامهم أمام وزارة الداخليه ليتحول الأمر بعد فترة قليله إلى حرب بين المتظاهرين وبين الداخليه .. من الذى بدأ بالاستفزاز ومن الذى قذف الاخر اولا … الثوار أم الداخليه ؟؟! لن تجد اجابه شافيه .. هل يوجد بلطجيه يزرعون التوتر بين المتظاهرين والداخليه ؟؟ بالتأكيد موجود ..  لكن كيف تثبت أنهم بلطجيه أو كيف تستطيع تمييزهم داخل الميدان … هل الداخليه هى التى بدأت بقذف المتظاهرين كنتيجة للاحتقان الموجود بينها وبين الثوار منذ جمعه الغضب الأولى وارد جداً .. هل بعض المتظاهرين هم الذي بدأوا بقذف مبنى الداخليه بالحجارة وارد ايضاً … ولكن كيف أضرب شخصاً بحجر فيرد على بقنبله , وبالمناسبة الحجارة هى سلاح المتظاهرين الوحيد بالميدان ولا يوجد أى خرطوش أو مولوتوف او أى شىء أخر فقط حجارة .
على باب الشارع وجدت أحد أمهات الشهداء تبكى بدموعها على رصيف الجرافيتى الشهير بجانب سور وزارة الداخليه وتقول أين حقوق الشهداء ؟؟ ولماذا ضاعت ؟؟ ولماذا يخرج قاتلوهم الواحد تلو الاخر من السجون وتظل النار مشتعله بصدرى وصدر كل أم لشهيد سقط فى الميدان ؟؟ اسئله كثيرة لا أنا ولا غيرى نستطيع الاجابه عنها لكن عندما اقتربت منها لاتحدث معها انطلقت احدى قنابل الغاز من جانب الداخليه وجرى الجميع مسرعين هرباً من الغاز ولم أستطيع العثور عليها مرة أخرى فقد ضاعت وسط الجموع الكثيرة كما ضاع حق ولدها الشهيد .
  • المستشفى الميدانى والمصابين وسيارات اسعاف لا تأتى .
بعد الضرب الكثيف لقنابل الغاز من قبل الداخليه كان من الطبيعى أن يسقط مصابين وبأعداد كبيرة , وبزيارة سريعه للمستشفى الميدانى وسؤال أحد الأطباء الموجودين هناك عن عدد الإصابات التى استقبلتها المستشفى اليوم رد الطبيب بالحرف الواحد ” متعدييييييييييييييييييييش ” وعندما سألته عن نوع الإصابات قال ان الإصابات كثيرة ومتنوعه من بينها حالات اغماء كنتيجة للضرب الكثيف لقنابل الغاز واصابات اخرى بالخرطوش وكسور وكدمات نتيجة للتدافع عند القاء قنابل الغاز , بمجرد انهاء حديثى مع الطبيب هممت بمغادرة المستشفى وجدت طبيباً أخر يصرخ فى هاتفه الخاص ويقول ” يادى اللى عندى انت مالك ومال اللى عندى انا عايز دلوقتى عربيات اسعاف ابعتولى حالا المصابين كتير وانتوا مبتتحركوش ” عدت للمستشفى مرة أخرى وسألت ماذا يحدث فأجابنى أحد الموجودين ان سيارات الاسعاف تتأخر فى الوصول وهناك مصابين يجتاجون نقلهم للمستشفى لأن المستشفى هنا غير مجهز لاستقبال حالات حرجة كما أننا تنقصنا أدوية وشاش وقطن ونطلب ولا احد يجيبنا .
عام مر على الأحداث ولم يعود حق شهيد واحد وكان من الطبيعى أن يعود المتظاهرين للميدان مرة أخرى للمطالبه بحقوق اهلهم وأصدقائهم , لكن الغريب أن أولى الأمر لا يسمعون لأحد ولا يريدون أن يتحدث أحد , فكما ذكرنا أن أحداث العام الماضى تتكرر ربما بنفس مشاهدها الفارق الوحيد فى عدد الوفيات والمصابين , متى سينتهى كل هذا ومتى سيعود حق الشهداء ومتى سينتهى الصراع بين الداخليه والمتظاهرين ؟؟!! .. لا أحد يعلم .































السياسي المخضرم ” جمال زهران وحوار من القلب عن اوضاع مصر السياسيه والاقتصاديه


إجراء الحوار
- مروة عفيفي.                  - إيمان مرجان.
في البداية نرحب بالدكتور جمال زهران ونتشرف أن يكون سيادته ضيفًا عزيزًا على جريدة عيون مصر. 

بعرضٍ سريعٍ لتاريخ سيادتكم سنرى أنك ولدتَ بمدينة بهتيم شبرا الخيمة عام 1955م، تخرجتَ في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية سنة 1977م، حصلتَ على درجة الماجستير في 1983م بعدها حصلت على الدكتوراه ف 1988م .
عملت كأستاذ زائر بعدة جامعات أمريكية مثل: (جورج ماسون ــ وميريلاند ــ جورج تاون ـــ وجون هوبكنز ـــ وجورج واشنطن بواشنطن)، كما تشغل الآن منصب أستاذ ورئيس قسم العلوم السياسية بجامعة بورسعيد ” قناه السويس سابقًا”.. هذا بالإضافة إلى كونك رجل سياسة وواحد من أهم القادة بالتيار الشعبي الذي يتزعمه السيد “حمدين صباحي”.

  • دعنا في البداية نبدأ بالسؤال الذي يشغل بال الكثير من المصريين وهو وضع الاقتصاد المصري، الوضع الاقتصادي لمصر الآن محط أنظار الجميع نظرًا لتدهوره ورغم هذا فالنظام والحكومة ترفض الاعتراف بذلك وقد ظهر هذا في خطاب الرئيس محمد مرسي الأخير .. ما رأيك في هذا؟!! وماهى آليات الخروج من تلك الأزمة؟!!
الوضع الاقتصادي لمصر في غاية السوء وهذا عائد  لفشل الحكومة سواء الحالية أو السابقة في إدارة البلاد، كما أن النظام وعلى رأسه بالطبع الدكتور مرسي شغلوا أنفسهم بالصراعات السياسية على حساب مصلحة البلد؛ فجماعة الإخوان تتعامل مع مصر من منطلق أنها فصيل داخل منظمة الإخوان الدولية وليس كوطن مستقل، وهم في ذلك غلبوا نظام مبارك في خداع الشعب فمثلًا عندما نجد الدكتور مرسي يتحدث في خطابه الأخير قائلًا أن اقتصاد مصر بخير وأن مَن يتحدث عن إفلاس مصر هم المفلسون فتفسير هذا أن مرسي رئيس مُغيَّب أو مخادِع لشعبه، والدليل هو البيان الذي صدر بعدها بيوم من البنك المركزي ووضح فيه أن الصورة عكس ما ذكر دكتور مرسي، ثم يأتي هو ويقول أن هناك احتياطي أجنبي 15,5 مليار دولار ولكنه لم يذكر أنه عند تنحي مبارك كان احتياطي النقد الأجنبي في البنك المركزي هو 45 مليار دولار هذا بالإضافة إلى ما تم الوصول إليه من مبلغ قدره 9.5 مليار دولار كانوا في حساب آخر تابع للرئيس السابق مبارك، وكان له حق التصرف فيه وحده، وبحسبة بسيطة نجد أن مصر خلال الفترة الانتقالية فقدتْ 39 مليار دولار من احتياطي النقد الأجنبي.. وهذه كارثة مع العلم أن مبلغ 15,5 مليار المتبقي داخله قيمة احتياطي مصر من الذهب، إذن فنحن في طريق الإفلاس فعلًا؛ ولهذا طلب الدكتور مرسي طباعة ورق بنكنوت إلا أن محافظ البنك المركزي رفض لأن النتيجة الطبيعية لهذا القرارهو التضخم اللاقتصادي.
ولكن لو تحدثنا عن الحلول للأزمة الاقتصادية فهي تتمثل في فرض ضرائب مركبة على الأغنياء؛ لأنهم وحدهم من استفادوا من النظام السابق والحالي أيضًا، فمثلًا عندما نجد “حسن مالك” يسعى لشراء نصيب الحكومة وهي 25% من شركة فودافون، أو “خيرت الشاطر” الذي يسعى هو الآخر لامتلاك الرخصة الرابعة لشبكات المحمول، هل هؤلاء يُفرَض عليهم ضرائب مثل الموظف العادي؟؟! بالطبع لا لأنهم مستفيدين أكثر من المواطن البسيط، علينا أيضًا أن نفتح الأبواب أمام الاستثمارات الأجنبية التي لن تأتي إلا بعد الاستقرار السياسي الذي ننشده جميعًا، وعلى الحكومة أن تنفذ أحكام القضاء التي قضت بإعادة شركات القطاع العام التي تم بيعها أيام نظام مبارك، أنا أجهل السبب الذي يجعل الحكومة تتباطيء في تنفيذ الأحكام بالرغم من حكم القضاء ببطلان البيع الأول، هذا وإن دل فإنما يدل على تخاذل نظام الإخوان الذي يُعتبَر امتدادًا لنظام مبارك، وحكومة قنديل التي تضم 7 وزراء من صفوف الحزب الوطني.
  • على ذكر حكومة قنديل ما رأيك في استقالة الكثيرمن المسئولين الذين تعاونوا مع حكومة ونظام دكتور مرسي ومنهم مؤخرًا دكتور محمد محسوب؟!!
لقد حذرت العديد من الشخصيات من التعامل مع الإخوان المسلمين فطرق التعامل مع النظام الحالي مختلف وغير مريح ودائمًا هناك أسرار ودسائس ومن ضمن الأشخاص الذين حذرتهم الأستاذة “سكينة فؤاد” والسيد “عصمت سيف الدولة”، قلت لهم أنتم لن ترتاحوا في التعامل مع نظام الإخوان وستشعرون أنكم مجرد برواز مطلوب وجود أسمائكم في الصورة ليختبئوا هم وراءه، وإذا نظرنا للأمر في النهاية سنجد أنهم استقالوا، أما “محمد محسوب” وهو صديق وزميل عزيز فقد  أخد رأيي قبل الاستقالة ووافقته وكان سبب استقالته أنه شعر أن هناك تناقض بين ماهو مؤمن به وما هو موجود بالفعل على أرض الواقع وهذا سبَّب له إحباط دفعه إلى الاستقالة.
  • بعد تمرير الدستور هناك مناقشات الآن في مجلس الشورى حول مشروع قانون انتخابات مجلس الشعب وتحديد نسب القوائم والفردي فما رأيك؟!! وهل ستخوض الانتخابات؟!!
في البداية هذا الدستور باطل وجميعنا يعلم هذا كما نعلم التجاوزات التي شابت عملية الاستفتاء ،وما بُنِي    على باطل فهو باطل، وكيف يناقش مجلس الشورى مشروع قوانين وهو نفسه مجلس باطل عزف المصريين عن انتخابه حيث لم يشارك في الانتخابات وقتها غير 7% فقط من الشعب المصري ولا يحق لمن انتخبهم 7% فقط أن يشرِّعوا قوانين للمصريين، وحتى عندما قام “مرسي” بتعيين 90 عضو جدد أكثر من نصفهم من التيارات المتأسلمة وأنا مُصرّ على كلمة متأسلمة لأنهم لا يمتون للإسلام بصلة وباقى الـ90 يُحسبون على نفس التيار أو من أعضاء الجمعية التأسيسية، وأنا كأستاذ للعلوم السياسية أرى أن هذا “عك”.
أما خوضي الانتخابات فهذا لم أحسمه بعد ولكن إذا تم اتفاق بين الأحزاب في جبهة الإنقاذ على خوض الانتخابات سأرشح نفسي ولكن بشرط أن يكون هناك إشراف قضائي كامل على الانتخابات وهنا أقف على كلمة القضاء، فلا يجوز التغول من السلطة على القضاء ولا محاصرة المحاكم لتعطيل العمل بها كما حدث أمام المحكمة الدستورية وهو على مرأى ومسمع من الحكومة، فإن قضاء مصر شامخ وسيظل ملاذ للمصريين.

  • هل ترى أن أخطاء الإخوان ساعدت في دعم مصداقية القوى السياسية المدنية لدى المصريين؟!!
لا تُحسَب الأمور بهذه الطريقه فمعنى هذا أننا نُهمِّش دور المعارضة، لكن الكذب المتكرر  للتيار المتأسلم ساعد في هبوط أسهم مصداقيتهم لدى الشعب وهذا واضح  في المقارنة بين نتيجة الاستفتاء على الدستور حاليًا ونتيجة الاستفتاء الأول على الإعلان الدستوري حيث سنرى تقدم ملحوظ في المعارضة سواء مَن قالوا لا أو مَن قاطعوا بالإضافة إلى أن نبرة الحديث باسم الدين اختفت نوعًا ما في الاستفتاء على الدستور فالشيوخ لم يكفِّروا مَن يقول”لا” كما فعلوا في الاستفتاء الأول.

  • هناك اختلاف كبير بين مسمى المعارضة وقت حسني مبارك ومسمى المعارضة الآن فما تعليقك؟!!
لا يوجد فرق كبير، أنا كنتُ من المعارضين في نظام مبارك وكنتُ من أوائل المعارضين الذين كشفوت مشروع التوريث وقابلتني معوقات كثيرة سواء تضييق أو إلقاء الاتهامات عليَّ على اختلاف صورها، لكن لم يكن هناك مَن يقول على المعارضة إنها كافرة كما هو الحال الآن، فعلاقة العبد بربه علاقه خاصة ولا يجوز لأحد وصفها أو التدخل فيها وجميعنا مؤمنين والحمد لله، لكن ما يضايق هو وجود قنوات كثيرة انشغلت بالسب والتلفيق وتخوين وتكفير المعارضة فقط، لكن أنا لم يعد يهمني هذا الأمر مطلقًا لأنى لا أخشى في قول الحق لومة لائم.
  • بصفتك دكتور في العلوم السياسية وتدرِّسها لطلبة الجامعة هل ترى أن بذرة الانقسام دبت في شباب الثورة مثلما حدث بين السياسيين على الساحة؟!!
الشباب هم صانعي ثورة 25 يناير ولكن تم محاولة تفكيكهم على أشكال أحزاب ضعيفة وائتلافات متنافرة فكريًّا كي يُخمِدوا نار الثورة داخلهم ولكني أرى أن الشباب بدأ يفيق من كل هذه المهاترات وهم مَن سيقود الموجة الثالثة من الثورة مثلما قادوا ما قبلها.

  • هل ترى أن المحاكمات التي تمت لرموز النظام السابق كافية؟!!!
بالتأكيد لا كما أن مَن تم تقديمهم للمحاكمة من الصف الأول فقط وبعض الأشخاص من الصف الثانى لكن هناك آلالاف من الفاسدين تابعون للنظام السابق لم يقدَّموا للمحاكمة وليس شرطًا أن يكونوا في لجنة السياسات أو في الحزب الوطني.
هناك شىء آخر أين الأشخاص الذين قاموا بتزوير انتخابات مجلس الشعب 2010م ولماذا لم تتم محاكمتهم مع أنهم شركاء في الفساد؟؟!
وأنا عندي حكاية غريبة حدثت بسبب هذا الموضوع، في آخر جلسة لمجلس الشعب قال لنا د/ فتحي سرور “والله هتوحشونا” وبعدها قابلته وسألته “تقصد إيه إننا مش جايين تاني لو اترشحنا؟!”، فرد وقال لي “لأ” وإن خلاص القرار صدر باستبعاد كل المعارضين، ومع ذلك خضت الانتخابات وساعدني فيها كل الشباب من أبناء دائرتي، وطبعًا سقطت في الانتخابات بالتزوير ونجح مرشحي الحزب الوطني، بعد الثورة وأنا أقف على المنصة في ميدان التحرير وجدت شخص يريد الحديث معي ويلح في ذلك وقابلته وفوجئت أنه طلب مني أن أسامحه وسألته عن ماذا فأنا لا أعرفك فحكى لي أنه كان ممن وقعوا على محاضر الفرز المزورة وبأني كنت ناجح لكنه زوَّر لمصلحة مرشح الحزب الوطني، وسيعود أعضاء الوطني مرة أخرى لأن قانون العزل لن يمنعهم فهو قانون مشوه ولن يستطيع منع دخول فلول الحزب الوطني للمعترك السياسي مرة أخرى.
  • بعد عامين تقريبًا من ثورة 25 يناير..تفتكر الثورة جنت ثمارها؟!!
لا أرى أن الثورة جنت أي ثمار هى جنت شهداء فقط؛ لأن طول الفترة الانتقالية كان هناك مثلث يمثل أضلاعه “الأمريكان – الإخوان – المجلس العسكري” ، جميعنا يعلم ان أمريكا يجب أن  تكون راضية عن الرئيس المصري الذي سيتم انتخابه لتضمن سلامة إسرائيل لهذا عقد الإخوان صفقات متتالية مع الأمريكان ولكن الصفقة الأهم كانت مع المجلس العسكري والتي بدت واضحة في أكتر من مشهد منها الاستفتاء الأول في مارس 2011م والذي لعب فيه الإخوان دورًا كبيرًا في حشد الناس على أساس ديني “جنة ونار ــ غزوة وصناديق” مثلما كنا نسمع وقتها، بالطبع نجحت الخدعة وأنكر بعدها الإخوان المسلمين وجود صفقة بينهم وبين المجلس العسكري إلى أن أعلن على لسان “صبحي صالح” أنه بالفعل كان هناك صفقة بين الإخوان والمجلس العسكري، وذكر أنهم أتوا بالمستشار “طارق البشري” وأملوا عليه ما يريدون كتابته في الإعلان الدستوري لهذا كانوا يحشدوا الناس لـ”نعم”.
والخدعة الثانية تمثلت في الحديث عن مشروع النهضة الذي اتضح في النهاية أنه ” فنكوش”، الإخوان أنفسهم قالوا على لسان “خيرت الشاطر” أن الإعلام هو الذي قام بتضخيم المشروع بالإضافة إلى خطة الـ100 يوم التي أقروها ولم يتحقق منها أي شيء، اليوم مر مائتي يوم وانفرد الدكتور مرسي بالحكم وتخلص من المجلس العسكري الذي كان يعلق عليه فشله ومع ذلك لا جديد على العكس الأمور تسير من سيء إلى أسوأ.




  • في الخطاب الأخير لدكتور مرسي تحدث عن حوار وطني يضم كل الفصائل السياسية وأكد أنه سيرعاه بنفسه فهل تقبل جبهة الإنقاذ؟!!
كيف يكون هناك حوار بعد ما حدث من تمرير لدستور باطل وقتل للمصريين أمام الاتحادية وتخوين للرموز الوطنية داخل وخارج جبهة الإنقاذ، جماعة الإخوان جماعة متجبرة تريد الاستحواذ على كل شىء مجلس شعب ومجلس شورى وحكومة.

  • تم ترشيحك في حكومة الجنزوري لتكون وزيرًا للتعليم العالي ولكنك رفضت فهل إذا تم تجديد الترشيح الآن ستوافق؟!!
أنا تم ترشيحى في حكومة الجنزوري وحكومة عصام شرف في عدة وزارات منها وزارة الشباب والتعليم العالي وغيرها ولكني رفضتها جميعًا، وحتى إذا تم ترشيحى الآن سأرفض لأني أرفض أن اكون وزيرًا تحت مظلة جماعة الإخوان المسلمين والتي يشغل معظم مقاعدها فلول النظام السابق، ولكني أوافق في حالة واحدة أن تكون حكومة إنقاذ وطني بها الفصائل السياسية وتكون قائمة على كفاءات.

سؤال أخير قبل أن ننهي حديثنا معك، منذ فترة تم اتهامك في بعض الصحف بدعم المد الشيعي لمصر بعد زيارتك لإيران مرتين، ما ردك على هذا الاتهام؟!! ولماذا زرت إيران مرتين؟!!
” صلي على رسول الله” عندما أستمع لهذا الكلام أضحك والله أولًا أنا مسلم سني فليس معنى أني زرت إيران مرتين أنني أصبحت شيعيًا، الأزهر الذي بناه الفاطميون الشيعة ظل سني ولم يتغير وأصبح مرجع للمسلمين جميعًا، أنا زرت إيران مرتين الأولى كانت ضمن وفد مكون من 45 شخصية سياسية وحزبية بالإضافة إلى مجموعة من الصحفيين وهدفت الزيارة لعودة العلاقات بين مصر وإيران وقد قمت في هذه الزيارة بإلقاء كلمة الوفد أمام الرئيس الإيراني “أحمدي نجاد”، أما الزيارة الثانية كانت ضمن وفد سافر لدعم القضية الفلسطينية، ثم أن الذي أثار هذا الاتهام في الصحف هو “مجدي الجلاد” على صفحات جريدة الوطن وكان هذا بسبب خلاف شخصي بيننا لأني وقفت أمام مقالاته التي كانت مع التوريث لجمال لذلك أراد أن ينتقم مني وعندما قرأت ما كتبه عني أرسلت له رد وهذا من حقي قانونًا، لكنه لم ينشره.

في النهاية نشكر الدكتور “جمال زهران” على ترحيبه بنا وتعاونه معنا وإجابته على جميع أسئلتنا برحابة صدر، متمنيين أن تسير الأمور بمصر إلى الأمام وأن يحيا المصريون بكرامة وحرية وعدالة اجتماعية.