لم يختلف أمس عن اليوم كثيراً فنظرة بسيطة وسريعه على حالنا منذ عام وتحديداً شارع محمد محمود سوف نجد أن الأمر لم يختلف كثيراً عن اليوم فالأحداث التى جرت فى نفس الشارع الذى صعدت فيه أرواح ” ورد الجناين ” العام الماضى تجرى بحذافيرها هذا العام , وأعتقد كما يعتقد غيرى كثيرون أن الأمر لن ينتهى إلا بالقصاص للشهداء الذين تجمع أهاليهم وذووهم بعد عام من الأحداث لإحياء ذكراهم وتذكير أولو الأمر بهم .
فى الميدان لم تكن هناك هتافات لطرف ضد أخر بل كانت هناك مطالب بالقصاص للشهداء , لكنها تحولت إلى حرب شوارع بين المتظاهرين والداخليه لا أحد يعلم لمصلحة من ما يحدث .
- حريق مقر الجزيرة .
بدأ اليوم بحريق شب بمقر قناه الجزيرة وتحديداً استوديو البث المباشر من التحرير حيث قام بلطجيه مجهولون بالقاء مولوتوف أدى الى تكسير الزجاج الأمامى المطل على الميدان وتفحم المقر بالكامل , وبمجرد أن تمكنت النيران من المقر حتى أتت سيارة مطافى مسرعه وقامت بإخماد النيران .
وعندما سألت بعض الشباب المتظاهرين بالميدان قالوا نحن لا نعرف تحديداً من فعل هذا بالمقر لكن نحن شاهدنا أشخاص مجهولين قاموا بالقاء قنابل المولوتوف على مقر الجزيرة لتشتعل بعدها النيران بالمقر , وعندما واجهتهم ببعض الأقوال المنتشرة بالميدان عن أنهم هم المسئولين عن حرق المقر قالوا نحن لا نملك أدنى مصلحة تدفعنا لحرق مقر الجزيرة فالقناه كانت صوتنا أثناء الثورة وهى القناه الوحيدة تقريباً التى تعرض الأخبار بحيادية , كما أنها لم تقف ضدنا يوماً فكيف نحرقها .
- قنابل الغاز والمتظاهرين .
لم تتوقف الداخليه عن ضرب المتظاهرين بقنابل الغاز المسيل للدموع بين كل فترة وأخرى وعندما ننظر للأمور نظره فاحصه لنتحقق من هو المسئول عن ما يحدث بين متظاهرى محمد محمود وبين وزارة الداخليه لن نفهم شيئاً .. !! ..
بعض الشباب قرروا النزول لإحياء ذكرى محمد محمود وتذكير المسئولين وأولى الأمر بالشهداء والذى خرج معظم من قتلهم من السجون لعدم توافر الأدله , أقام الشباب اعتصامهم أمام وزارة الداخليه ليتحول الأمر بعد فترة قليله إلى حرب بين المتظاهرين وبين الداخليه .. من الذى بدأ بالاستفزاز ومن الذى قذف الاخر اولا … الثوار أم الداخليه ؟؟! لن تجد اجابه شافيه .. هل يوجد بلطجيه يزرعون التوتر بين المتظاهرين والداخليه ؟؟ بالتأكيد موجود .. لكن كيف تثبت أنهم بلطجيه أو كيف تستطيع تمييزهم داخل الميدان … هل الداخليه هى التى بدأت بقذف المتظاهرين كنتيجة للاحتقان الموجود بينها وبين الثوار منذ جمعه الغضب الأولى وارد جداً .. هل بعض المتظاهرين هم الذي بدأوا بقذف مبنى الداخليه بالحجارة وارد ايضاً … ولكن كيف أضرب شخصاً بحجر فيرد على بقنبله , وبالمناسبة الحجارة هى سلاح المتظاهرين الوحيد بالميدان ولا يوجد أى خرطوش أو مولوتوف او أى شىء أخر فقط حجارة .
على باب الشارع وجدت أحد أمهات الشهداء تبكى بدموعها على رصيف الجرافيتى الشهير بجانب سور وزارة الداخليه وتقول أين حقوق الشهداء ؟؟ ولماذا ضاعت ؟؟ ولماذا يخرج قاتلوهم الواحد تلو الاخر من السجون وتظل النار مشتعله بصدرى وصدر كل أم لشهيد سقط فى الميدان ؟؟ اسئله كثيرة لا أنا ولا غيرى نستطيع الاجابه عنها لكن عندما اقتربت منها لاتحدث معها انطلقت احدى قنابل الغاز من جانب الداخليه وجرى الجميع مسرعين هرباً من الغاز ولم أستطيع العثور عليها مرة أخرى فقد ضاعت وسط الجموع الكثيرة كما ضاع حق ولدها الشهيد .
- المستشفى الميدانى والمصابين وسيارات اسعاف لا تأتى .
بعد الضرب الكثيف لقنابل الغاز من قبل الداخليه كان من الطبيعى أن يسقط مصابين وبأعداد كبيرة , وبزيارة سريعه للمستشفى الميدانى وسؤال أحد الأطباء الموجودين هناك عن عدد الإصابات التى استقبلتها المستشفى اليوم رد الطبيب بالحرف الواحد ” متعدييييييييييييييييييييش ” وعندما سألته عن نوع الإصابات قال ان الإصابات كثيرة ومتنوعه من بينها حالات اغماء كنتيجة للضرب الكثيف لقنابل الغاز واصابات اخرى بالخرطوش وكسور وكدمات نتيجة للتدافع عند القاء قنابل الغاز , بمجرد انهاء حديثى مع الطبيب هممت بمغادرة المستشفى وجدت طبيباً أخر يصرخ فى هاتفه الخاص ويقول ” يادى اللى عندى انت مالك ومال اللى عندى انا عايز دلوقتى عربيات اسعاف ابعتولى حالا المصابين كتير وانتوا مبتتحركوش ” عدت للمستشفى مرة أخرى وسألت ماذا يحدث فأجابنى أحد الموجودين ان سيارات الاسعاف تتأخر فى الوصول وهناك مصابين يجتاجون نقلهم للمستشفى لأن المستشفى هنا غير مجهز لاستقبال حالات حرجة كما أننا تنقصنا أدوية وشاش وقطن ونطلب ولا احد يجيبنا .
عام مر على الأحداث ولم يعود حق شهيد واحد وكان من الطبيعى أن يعود المتظاهرين للميدان مرة أخرى للمطالبه بحقوق اهلهم وأصدقائهم , لكن الغريب أن أولى الأمر لا يسمعون لأحد ولا يريدون أن يتحدث أحد , فكما ذكرنا أن أحداث العام الماضى تتكرر ربما بنفس مشاهدها الفارق الوحيد فى عدد الوفيات والمصابين , متى سينتهى كل هذا ومتى سيعود حق الشهداء ومتى سينتهى الصراع بين الداخليه والمتظاهرين ؟؟!! .. لا أحد يعلم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق