يقع كهف أهل الكهف فى مدينه ” الرجيب ” بالأردن واسمها القديم هو ” الرقيم ” ويأتى هذا متفقاً مع ما ورد ذكره فى القرآن الكريم حيث قال تعالى : (( أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا )) سورة الكهف الآيه 9 , وأهل الكهف سبعه فتيان هم : ” مكسيموس، مالخوس، مرتينيانوس، ديوناسيوس، يوحنا، سرابيون، قسطنطين ” ومعهم كلبهم ” قطمير ” وورد ذكرهم فى القرآن الكريم حيث قال تعالى : “ سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ مَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِرًا وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَدًا ” سورة الكهف الايه 22,
وقعت أحداث هذه القصه بالأردن فى كهف موجود جنوب شرق عمان اكتشفه عالم الآثار الأردنى ” محمد تيسير ظبيان ” عام 1963م , وتبلغ مساحه الكهف حوالى 90 متراً ويقال أ، الفتيه هربوا إليه من بطش الملك ” ديقيانوس ” وأهل القريه الذين أرادوا إجبارهم على الشرك بالله وناموا به وجلس كلبهم على باب الكهف ليحرسهم , طال نومهم إلى أن وصل إلى 309 سنوات كامله لم يستيقظ منهم أحد ..!!!
يتساءل بعضنا هنا كيف ناموا كل هذه السنين بدون أن تتعفن أجسادهم أو تصيبهم قرح الفراش ..؟؟ الإجابه هنا تتجلى فى عظمة الخالق سبحانه وتعالى الذى سخر لهم المكان ليصبح آمناً وملائماً لمعيشتهم ووفر لهم عده أسباب منها :
- تعطيل حاسة السمع فمن المعروف أن الصوت الخارجى يوقظ النائم , كما جاء فى قوله تعالى : “ فَضَرَبْنَا عَلَى آَذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا (11) ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَدًا ” سورة الكهف الآيه 11 , 12 .
- المحافظة على أجسادهم سليمه وصحيه فأجسادهم تتعرض بانتظام لآشعه الشمس فى أول النهار وآخره للمحافظه على أجسادهم من التعرض للتعفن أو الرطوبه كما جاء فى قوله تعالى : “ وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ ذَلِكَ مِنْ آَيَاتِ اللَّهِ مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا ” سورة الكهف الآيه 17 .
- التقليب المستمر لأجسادهم أثناء النوم مما يقيهم من قرح الفراش كما جاء فى قوله تعالى : “ وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ “ سورة الكهف الآيه 18 .
- إلقاء الرهبه فى قلوب من يشاهدهم فهم ليسوا بالأحياء وليسوا بالموتى فالناظر إليهم يراهم يتقلبون ولا يستيقظون لذلك فكل من رآهم كان يهرب منهم فزعاً وخوفاً كما جاء فى قوله تعالى : “ وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا ” سورة الكهف الآيه 18 .
- تعطيل الجهاز المنشط الشبكى وهو آداه الاستدعاء الداخلى وعندما يتم تعطيله يدخل الإنسان فى مرحله الغيبوبة أو التخدير أى نوم عميق جداً وينتج عن هذا التعطيل المحافظة على الأجهزة حيه حيث تعمل بالحد الأدنى من الطاقه , وكذلك تعطيل المحفزات الخارجيه كالإحساس بالجوع أو العطش وقضاء الحاجة وحتى الأحلام .
استيقظ فتيه أهل الكهف بعد 309 سنوات كامله من السبات العميق وتسائلوا فيما بينهم كم لبثنا نائمين ..؟؟ لكن مرحله الدهشه لم تدوم طويلاً , فلا يهم كم مضى عليهم من وقت وهم نائمون .. المهم انهم استيقظوا وعليهم أن يتدبروا أمورهم فيما بينهم فجمعوا ما كان معهم من نقود وأرسلوا أحدهم ليشترى لهم بعض الطعام وأخبروه أن يأخذ حذره حتى لا يراه القوم الظالمون ويبطشون به وبهم إن علموا بأمرهم ويجبرونهم على الشرك أو الرجم ..
خرج الرجل إلى القريه ونظر حوله باستغراب ودهشه فالقريه تغيرت والاشكال والطرق والبضائع تغيرت وحتى ملابس الناس من حوله تغيرت ..!! وتسائل بينه وبين نفسه كيف لهذا كله أن يتغير بين يوم وليله ..؟؟! .. ولم يكن صعباً على القوم من حوله أن يميزوا حيرته ودهشته فالنقود التى يحملها والملابس التى يرتديها غريبة فأخذوه وذهبوا به إلى حاكم المدينه وهناك عرف الفتى أن اهل قريته آمنوا وأن الحاكم الظالم لقى جزاءه , وحكى الفتى للحاكم قصته هو وأصحابه .. فأدرك الحاكم أن معجزة قد حدثت لهم وقرر الذهاب إلى كهفهم ورؤيتهم وذهب بالفعل ورأهم ورحب بهم لكن ما لبث هؤلاء الفتيه أن ماتوا جميعاً وفى نفس اللحظة بعد ان استيقنت قلوب أهل هذه القريه الذين كانوا قد فرحوا بهم فهؤلاء أول من آمنوا من اهل القريه وثبتوا على إيمانهم وفروا به بعيداً , دعى أهل القريه إلى بناء بنيان على كهفهم ومنهم من طالب بإقامه مسجد وبالفعل تم بناء مسجد بجوار هذا الكهف .
وقد حشرت جميع الهياكل العظمية لأصحاب الكهف في منطقة صغيرة، ويمكن رؤية هذه الهياكل من خلال فتحة صغيرة سدت بقطعة زجاجية صغيرة .
انتهت قصه أهل الكهف لكن نحن إلى الأن لا نزال نجهل الكثير من الأمور عنهم فنحن لا نعرف بالضبط ما عددهم هل هم أربعه أو خمسه أو سته أو سبعه ,, ولا نعرف هل حدثت هذه المعجزة قبل سيدنا عيسى أم بعده ,, وهل أمنوا بالله الواحد الأحد من تلقاء أنفسهم أم أن الحواريين هم من دعوهم للإيمان بالله ..؟؟ كل هذه أمور مجهوله لنا وينهانا الله عز وجل فى علاه عن الجدال فيها كثيراً فالمهم هو ما وصلت إليه الأمور لا كيف كانت , فليس مهماً إن كانوا أربعه أو أكثر وليس مهماً فى أى زمان وجودوا , المهم هو أن الله بعثهم مرة أخرى بعد 309 عاماً من السبات العميق ليرى من عاش فى زمنهم قدرة الله عز وجل على إحياء الموتى وبعثهم من جديد .
وقد سميت إحدى سور القرآن الكريم بالكهف نسبه إلى قصه هؤلاء الفتيه الذين فروا إلى الكهف ونجوا بدينهم وأنفسهم من فتنه وبطش الملك الظالم والقريه الظالمة , فالكهف فى ظاهره يوحى بالرعب والخوف والمجهول والظلمه لكنه بالنسبه لأبطال قصتنا كان النجاه فسبحان الله جل فى علاه ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق