اعتقدنا كما اعتقد الجميع أن الثورة قامت لبناء مصر جديدة تنعم بالحريه والديمقراطيه والشفافيه لكن بعد حكم الاخوان لم تحظى مصر بأى من هذا .. صحف وقنوات تغلق لأنها تعارض الاخوان أو الرئيس , رؤساء تحرير يتم ايقافهم عن العمل واقالتهم لمجرد أنهم هاجموا الاخوان فى مقال سياسى , الشفافيه التى نادى بها المصريون لا أثر لها فكل شىء من حولنا مبهم وغير معروف… وغيرهم الكثير .
دائماً أتسائل ما السبب الذى يجعل الأخوان المسلمين وجماعتهم المصونه يكرهون كل من يعارضهم ..؟؟ .. عذراً فالأمر لا يتوقف عند حد الكره فقط بل فى الغالب يمتد ليشمل وصف المعارضين بألفاظ غريبه على شاكله ” ملحد .. علمانى .. كافر … ليبرالى ” ألفاظ لا مكان لها على الصعيد السياسى ولا محل لها من الإعراب .
نظام مبارك العاتى المجرم لم ينعت يوماً معارضيه بالكفر .. واعذرونى هنا فعلى الرغم من كرهى الشديد للنظام السابق إلا أن الموقف هنا واحد هذا نظام حاكم وذاك كان نظاماً حاكماً ,, والمحصله النهائية فى النظامين هو أن كلاً منهم كان فاشلاً جداً فى التعامل مع معارضيه ,,, مبارك فشل فى احتواء جماعه الاخوان واتهمهم بالتشدد والارهاب كما أنه ترك الفساد يستشرى فى البلاد فهب الشعب بثورة أسقطت نظام مبارك وجاءت بالاخوان على رأس الحكم بمصر .
الاخوان أيضاً عاملوا معارضيهم بالمثل , فمنطقهم يتلخص فى الآتى ” من يعارضنى فهو كافر وملحد ” وهم على يقين وثقه تامه أن الشعب المصرى بسماحته وطيبته سيختار من هو فى صف الإسلام وكأن المعارض أتى بدين جديد يريد فرضه على المصريين , كما أن الاخ الاخوانى يرى أنه جاء حاملاً لرساله الإسلام ونسى أن الرساله انتهت بوفاه أشرف الخلق أجمعين ,,,
فضل الاخوان استخدام منطق مبارك ” من يعارضنى فهو عدو لى ولابد من تشويهه والقضاء عليه بأى شكل ” … !!! وفى أحيان كثيره كان نظام مبارك يحارب معارضيه فى سمعتهم كما حدث مع دكنور البرادعى الذى حاربوه بأقذر وأحط طرق الحرب , والجميع يعلم المهازل التى اتهمه بها النظام السابق .
منطق الاخوان الذى يصرون على اتباعه الأن منطق غريب وعجيب يدفع مصر دفعاً إلى التقسيم غير المبرر للمصريين , فهذا اخوانى وهذا سلفى وذاك علمانى والاخر ليبرالى وهكذا ,,, ولا يدرى أحدنا من الذى زج بهذه المصطلحات ليصف بها المصريون بعضهم البعض ؟ , مصطلحات ومعانى تفتت وتمزق فى جسد الأمه المجروح أصلاً .
أعود لأتسائل لماذا عندما نناقش الأخوان فى فشل الرئيس مرسى فى خطة ال 100 يوم التى وضعها هو ولم يفرضها عليه أحد من المصريين يتم تكفيره ..؟ ,, لماذا عندما نلومهم فى هجومهم على شخصيات وطنيه أمثال ” حمدين صباحى , محمد البرادعى ” أعطت لمصر الكثير , ناضلت وحاربت من أجل كرامة المصريين , حتى أنها ناضلت من أجل أن يكون للأخوان كيان رسمى فى الوقت الذى كانت فيه الجماعه محظورةمن النظام السابق ويحاربها بمنتهى العنف والقسوة يتم اتهامنا بالعلمانيه والليبراليه ..؟ ,,, لماذا عندما ننتقد الأخوان فى أى تصرف أو رد فعل وهم بالمناسبه أخطائهم كثيرة والتاريخ يشهد على ذلك يتهموننا بالكفر والإلحاد ..؟
كل ما أرجوه أن يتسم الاخوان بسعه الصدر والسماحه , وأن يكفوا عن استخدام الطريقه الهمجيه فى الحديث عن معارضيهم , وليستمع كل منا إلى الأخر بصدر رحب ونحاول ان نصل إلى منطقه وسط لا تخوين فيها ولا اتهامات بالكفر أوالإلحاد , ليس من أجل المعارضين فقط لكن من أجل مصر أيضاً إن كان الاخوان يعملون من أجل مصر فقط وليس من أجل كيان أو جماعه أو أشخاص بأعينهم .. أرجوووكم اتقوا الله فى مصر .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق